التهمجى
عدد الرسائل : 138 تاريخ التسجيل : 23/03/2008
| موضوع: مين يزود.......... الأحد مارس 23, 2008 10:53 am | |
| لعلك لاحظت هذا السباق المحموم الذى يتبارى فيه سياسيون و موظفون و صحفيون و إعلاميون فى نفاق الرئيس حسنى مبارك ، و الحقيقة أنه على مدى ستة و عشرين عاماً من رئآسة مبارك ، فقد شاف الرجل و عاش وعاشر و قرأ و سمع كل ما يمكن أن يسمعه رئيس مصرى من نفاق ، نفاق يتسم بالانتظام و الدأب ، بالإلحاح و الكثافة ، بالتكرار و التأكيد بالحماس و الإنفعال ، ويكاد المرء يقول خلاص لقد وصلوا بالنفاق إلى مداه و وصفوا الرئيس بما لم يصف به منافقون رئيساً فى الدنيا و لكن يفاجأ المنافقون بأنه لا يزال لديهم فى ظل التسابق المحموم على رضا الرئيس المزيد و الجديد فى مزاد لا يكاد ينتهى أبدا ، فكل أطرفه تزود سعيا لمكانه و جريا وراء منصب أعلى أو استقرار اقوى فى منصبه ، و توطيد مكاسبه و تدعيم بقائه ، و حيث أن الولاء يتم حسابه فى مصر بالنفاق فإن المزايدة التى بدت فى أفجع صورها هذا الاسبوع الذى توافق مع ذكرى تمكن مبارك من حكم مصر فى اكتوبر 1981 فأوضحت و أفضحت كم أن أرض النفاق خصبة فى مصر كأننا لا نقدر على زراعة القمح و لا نغطى حاجتنا من زراعة الأرز لأننا زرعنا أرضنا الصالحة كلها نفاق للرئيس ، و للأسف لا تحصد مصر من ورائه سوى التراجع و التضاؤل و سوى الاستبداد . و الفساد ، طبعا من حق أى عاقل فى هذه السرايا التى ترتفع فيها اصوات النفاق ألا أونا ألا دو ألا ترى مين يزود نفاقا أن يسأل نفسه و هل من الممكن يدخل كل هؤلاء المزايدن سباق النفاق للرئيس مبارك إلا لو كانت هناك نتائج واضحة و عملية تعود عليهم من دخول المزاد و المشاركة فيه ؟ ، فإذا كان الرئيس مبارك بين الحين و الحين الآخر يخرج علينا بتصريح من نوعية أنه لا يحب النفاق و يعرفه فورا و لا يتأثر به ، فنحن إذن أمام مشكلتين كل واحدة منهما أكثر مرارة من الأخرى ، الأولى أن الرئيس لا يعتقد أن هذه الطبول التى تدق فى الصفحات الأولى من صحفه الحكومية و فى نشرات و برامج تليفزيونه الرسمى فى وصف محاسنه و خصائله التى هى عندهم أقرب لخصال الأنبياء و ألصق بصفات الأولياء ، لا يعتقد إذن أنها نفاق ، و هذا معناه أن الرئيس يصدق مثل هذا الكلام و بات لا يشك فى صدق ما يقال و مصداقية ما يقول ، فإذا فتح جريدته الرسمية صباحا ( و نحن نعرف من سيادته أنه لا يقرأ سوى هذه الجرائد التى يعين رؤساء تحريرها ) و يرى فى الصفحة الأولى صورته ضخمة و تحتها المدائح الرئاسية له ساعتها لا يخالجه شك أن هذاحب غامر من شعبه و أن ما يقرأه تعبير عن مصر التى تشعر بالامتنان له لما فعل و أن الصفات التى يقرأها عن نفسه على مدى ستة و عشرين عاما هى صفاته فعلا ليست هناك مبالغة و لا نفاق و لا رياء و لا كاتب منافق يشكر رئيسه على منحه عشرات الألوف من الجنيهات راتبا و عمولات سنوية بالملايين جراء تعيينه و جلوسه على هذا المكتب الذى يكتب عليه مدائح للرئيس ، هذه مشكلة عميقة لو كان الرئيس لا يعتقد أن هذا نفاق ! المشكلة الثانية أنه لو كان الرئيس مبارك يعتقد أن هذا الكلام مبالغ فيه أو مدح هو يستحقه لكن لا داعى للشكر فلا شكر على واجب فهذا أمر يستوجب القلق أكثر ، فالرئيس لو كانت مشلعره هكذا و رأيه كده فعلاً فإنه رغم ذلك يترك هذا العبث و لا يؤنب أصحابه و لا يلومهم و لا يوقفهم عند حدودهم و أرجوك لا تقل لى إن هذه حرية صحافة مع إدراكى الكامل أن حرية الصحافة المسموح بها فى مصر هى حرية مدح الرئيس ! هذا الرضا الذى يبدو على النفاق جعل السباق يزيد و يشتد و يبالغ الجميع و يغالى كل واحد حتى يصل إلى مستوى أو تشبيه أو لقب أو بلاغة لم يصل إليها منافسه حتى وصل بنا الأمر إلى أن رئاسة مبارك تدخل سماوى ! و كى نضبط الأمور تعالوا نتفق أولاً أنه لا يوجد بلد محترم ( لا أقول بلد ديمقراطيا ) يفعل ذلك مع رئيسه ، لا فى الهند و لا السند و لا فى بلاد تركب الأفيال و طبعا لا فى أمريكا و لا أوروبا و لا أمريكا الجنوبية ، بل و ليس حتى فى هذهالبلاد التى يحكمها ملوك ، لا أحد يحتفل برئيسه بمناسبة توليه العرش ، فالمفروض أن هذاالرئيس يأتى فى إنتخابات لها مدد معلومة و فترات محددة و من ثم لا تجد مقالات و افتتاحيات الصحف الألمانية و الفرنسية أو الروسية و طبعا ً الأمريكية تنشر صور رئيسها فى ذكرى انتخابه السنوية و تمتدح صفاته الجليلة و تشكره على ما يقدمه للبلد فى كلمات راكعة و ألفاظ ساجدة أمام هذا الرئيس ، هذا المشهد المخجل لا تجده سوى فى البلاد الديكتاتورية فى مصر مثلا و عراق صدام حسين و سوريا الأسد و ليبيا القذافى و تونس زين العابدين ، لا أحد يفضح العالم العربى بمثل هذه الأفعال المخزية ديمقراطيا سوى دول تؤله حاكمها الذى لا يرحل و لا يترك كرسيه أبداً و لا يسمح لأحد أن ينافسه و لا لشعبه أن يحاسبه ، الشئ الوحيد المسموح لهذه الشعوب هو أن تشكر رئيسها أنه يتنازل و يتكرم و يتعطف و يتواضع و يقبل البقاء رئيساً عليهم مدى الحياة ، و من المؤكد كذلك أم مصر وحدها مع هذه البلاد الموكوسة ديمقراطيا هى التى تحتفل بعيد ميلاد رئيسها و هو أمر لا تجده حتى مع عيد ميلاد ملك إسبانيا أو ملكة انجلترا أو ملوك السويد و هولندا و حتى تايلاند و ماليزيا ! لا نفاق غث إلا لدينا ! ثم إذا تأملت مصطلحات النفاق التى تترى على دماغ هذا البلد طيلة الست و عشرين عاماً فسوف يصدمك هذا الكم الموحش من غياب الحق فى هذه التبجيلات التى يقدمها المنافقون للرئيس طلبا لرضاه أو طلبا لترضية مثلا لقب بطل الحرب و السلام و هو لقب مسروق من نفاقة سابقة للرئيس الراحل أنور السادات و الحقيقة أن اللقب أليق و أكثر تطابقا على الرئيس السادات و ليس على مبارك ، فالرئيس مبارك أحد قادة حرب أكتوبر هذا أمر يفخر به الرجل و يستاهل فعلاً الفخر و الاعتزاز لكن دوره فى الحرب كان قاصرا على سلاحه و لم يمتد لوضع الخطة و لا رسم الاستراتيجية و لا صناعة القرار أصلا ، فضلا عن غموض الحديث عن نتائج الضربة الجوية الأولى فاننا لم نعرف تفاصيل بطولات وانجازات طيران مبارك بقر ما قرأنا وسمعنا وعشنا بطولات أفرع وأسلحة أخري كانت مفتاح النصر العظيم في حرب أكتوبر المجيدة مثل سلاح الدفاع الجوي وقائدة العظيم محمد علي فهمي وسلاك المهندسين والمشاة والمدرعات ، بل في مدائح مبارك وكونه بطل الحب والسلام كما تردد صحفه وصحفيوة واعلامة ورجالة يتم تجاور دور رجل عظيم مثل المشير احمد اسماعيل وزير الدفاع وقتها والمشير عبد الغني الجسمي وكذلك الفريق سعد الشاذلي ويتم تقديم الحرب وكان بطلها الوحيد(وليس حتي الأول) هو مبارك، وهذا أمر أبعد ما يكون عن احقيقة، والصق ما يكون بالنفاق وحين يطلقون علي الرئيس وصف بطل الحرب والسلام ففي هذا نفاق للرئيس وظلم للرئيس أنور السادات، فرغم كل اعتراضنا علي السلام الفردي مع اسرائيل والتطبيع مع العدو الا انه لو اعتبرت ان هذا سلاما فليس له سوي بطل واحد هو أنوس السادات وأينهي بطولة مبارك في السلام؟، هل لأنه وافق علي التحكيم في النزاع حول طابا وهل كان يملك مبارك غير هذا السبيل؟، لا يستطيع أن يفرطفي الأرض المصرية كما لا يقر علي حرب مع اسرائيل بعد شهور من انسحابها وبعد شهور من حكمة، ومن ثم لجأ الي التحكيم الدولي وهذا أمر يجعل الرجل رئيسا واقعيا وعمليا ولكن لا يجعل منه بطلا وللسلام مرة واحدة! اما تعبيرات بأن مبارك باني مصر الحديثة فهو نفاق لا يرفع مبارك بقدر ما يحط من شأن زعماء مصر الذين سبقوه تاريخا ودورا وفعلا، ثم ما هي مصر الحديثة التي بناها مبارك ؟ هل هي دولة التكنولوجيا وتصدير البرمجيات والسوفت ووير مثلا، هل هي صانعة الطائرات والصواريخ ؟ هل هي مصر صاحبة الطاقة النووبة؟ هل هي مصر أشهر بلد تخريجا للمهندسين ذوي الكفائة ( المعلومة الصحيحة يمكن تفيدك في برامج المسابقات هي الهند) ؟هل هي مصر صاحبة أعظم مستشفيات يؤمها المرضي من شتي بقاع الأرض، هل هي مصرالتي تملك أهم جمعات أو علي الأقل جامعتين تلاتة من بين أهم خمسمائة في العالم مثلا يعني؟ مصر مبارك هي التي تدفع مليارات الجنيهات ثرثرة تليفونات محمولة سنويا،بينما لم تصنع حتي الآن وش موبايل، مصر التي تنفق حوالي 15 مليار جنية علي الدروس الخصوصية سنويا ويحصل فيها طلاب علي أكثر من 100% بينما لم تقدم اختراعا واحدا للبشرية ولا حتي لكان الشرابية بلاش البشرية، الحقيقة أن مبارك باني مصر الحديثة في الرحاب والقطامية هايتس والربوة وبفيرلي هيلز وحي الأشجار وكباري المطار وصلاح سالم وغيرها ، وهي أمور لا تجعل من مصر حدسثة ومن ثم لا تجعل مبارك بانيها! ودعك من مصطلحات من نوعية الحكيم وراعي حرية الصحافة وراعي الرياضة والرياضيين وراعي الفن والفنانين، فهذه صفات باتت أخف ضررا من غيرها بل صار المصريون يتعاملون معها بمنطق الطرائف واللطائف لكن ما يصل بالموضوع الي حد الخطر حين يتقول البعض ويصف مبارك بأنه هدية من القدر، وهذا كلام يطيح طبعا بأي أوهام فارغة عن الدولة المدنية، فالرؤساء في الدولة المدنية يأتون بصناديق الإنتخابات حتي ولو مزورة ولا يأتون بالأقدار وعبر عناية السماء وهداية الأله الواحد، هذا عبث خطر بالدين يمارسة البعض تزلفا ورياء فاذا به يدوس علي ألغام يكشف مدي الفصام الذي تعيشة دوائر الحكم في مصر التي تتشدق بالحديث عن المواطنة والدولة المدنية ثم تعتبر رئيسها هدية من السماء، ففضلا عن أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ولا هدايا الا ان هذا يجعل مبارك قادما من عند الله ثم تشكل معرضتة معارضة لهدية ربنا وتبجحا وجحودا من البشر تجاه نعمة ربنا ، ثم يصعد بالرئيس الي مصاف القدامين من السماء ومن ثم تصبح معارضتة معارضة لارداة الله وتصبح مسائلة ومحاسبتة تجديفا وهرطقة، هذا ما يوصلنا له النفاق الذي يتادي ويتمدد تحت رعاية الرئاسة التي لا تنكرة ولا ترفضة بل تشكره وتحمدة ومن ثم تكافيء عليه ومن ثم يجعل شيخا لا يصدقه أحد من جميع أبناء مصر يطبق حدود الشريعة كما يتوهما من أجل م يظنه ارضاء لرئيسة فاذا به يتحدث عن تطبيق الشريعة التي يعتبرها أعضاء الحزب الوطني مطلبا للإخوان المسلمين، ويتعامل مع مصر باعتبارها دولة دينية تطبق حدودا وليس قانونا (بالمناسبة حدود الله أرحم وأعدل من قوانين يضعها سرور وشهاب والدكروري ) وهكذا تفلت مع طلقات النفاق طلقات طائشة تصيب مقتلا في جسد النظام، ومع ذلك فالنظام يغفر كل شيء دون الششرك به، دون معرضته، ولم يخرج علينا علاني واحد من الذين يخوتون دماغنا بثرثرتهم ضد الخطاب الديني ليستنكر الحديث أو التهديد بتطبيق الحدود في بلد مدني، ولم يخرج علينا قبطي واحد من الذين يملأون مصر صداعا ضد مادة الشريعة في الدستور ليعترض علي طرح تطبيق الحدود من شيخ رسمي ، ولم يتمطع أحد من كورال مدح جمال مبارك الذي علم مصر كلمة المواطنة التي ياعين مامتها لم تكن تعرفها قبل أن تنادي بها لجنة السياسات ليرفض أن يكون المواطنة هدية سماوية ... واقسم بالله العظيم أن أحدا من المسلمين لم يجرؤ علي أن يدعي أن أبا بكر الصديق هدية من القدر للمسلمين ولم يسمعها ولم يسمح بها ابدا عمر ابن الخطاب زاعما أن القدر قد أرسلة للمسلمين وللأمة الإسلامية هدية، والوحيد الذي قاله هو عثمان بن عفان عن نفسه حين طالبه المسلمون بالتخلي عن الخلافة فقال لا أخلع قميصا ألبسنيه الله، رغم أن عثمان جاء بإنتخاب شرعي من المسلمين تعرف ساعتها ماذا حصل ؟ قتلوا الخليفة عثمان بن عفان . وهو عثمان!مقالا الاستاذ محمد عبد الله سعيد سكريتر عام شباب الوفد بالقليوبيه ارجو الردود.......................... | |
|