شهدت ندوة »أحزاب جديدة.. وتعددية غائبة« والتي ناقشت أزمة ثلاثة أحزاب جديدة تحت التأسيس هي- الوسط والكرامة والجبهة الديمقراطية- بسبب عدم اعتراف الدولة بها، جدلا واسعا بين المفكر »الليبرالي« أسامة الغزالي حرب، وكيل مؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية تحت التأسيس، وبين عدد من الناصريين. المشهد كان غريبا، حيث هاجم حرب »الليبرالي« حزب الوفد أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر وأقدمها، في حين دافع الناصريون عن الحزب وأكدوا احترامهم لتاريخه النضالي والوطني.
بدأ الجدل عندما قال الدكتور أسامة الغزالي إن الأحزاب الثلاثة تحت التأسيس، الوسط، والكرامة، والجبهة الديمقراطية، خرجت من رحم التيارات الرئيسية الثلاثة، الاخوان، والناصري، والليبرالي، وأشار الي ان كل تيار له مشاكله التي أدت إلي خروج أحزاب جديدة تعبر عن هذه التيارات، وقال: بعد ان اصيب حزب الوفد بأزمة أدت الي قيامه بمحاولات اصلاحية داخلية، كان لابد من أن يسعي التيار الليبرالي لتقديم نفسه بصيغة جديدة وجماهيرية، ولذلك أسسنا حزب الجبهة الديمقراطية!!
ورد المفكر الناصري أمين اسكندر أحد مؤسسي حزب الكرامة بأن الوفد حزب ليس حزبا أيديولوجيا، لأنه لا يعبر عن التيار الليبرالي بمعناه الضيق، ولكنه حزب جبهوي نضالي وطني واسع. وقال إن مصر في حاجة إلي مثل هذا الحزب الذي ولد في لحظة تاريخية مهمة، خرج فيها للدفاع عن مصالح هذا الوطن.
واتهم المفكر الناصري حسنين كرم مؤسسي حزب الجبهة بأنهم ليبراليون جدد، يحاولون اثبات أنهم »ليبراليون« من خلال هجومهم علي ثورة يوليو، واثبات أنهم ليبراليون جدد بهجومهم علي حزب الوفد. وقال: الليبراليون الجدد، عندما يتحدثون عن الليبرالية في مصر، لا يستشهدون بتاريخ حزب الوفد الحزب الليبرالي الجماهيري النضالي الكبير الموجود الآن علي الساحة السياسية، بل يعودون إلي أحمد لطفي السيد، رغم أنه اتخذ مواقف ضد الديمقراطية بمساندته لأحزاب الأقلية.
وعاد أسامة الغزالي حرب ليرد علي حسنين كروم.. أنت بتهاجمني ليه.. أنا ليس لي خصومة مع ثورة يوليو.. والله العظيم بأحب جمال عبدالناصر.. وأنا ابن الثورة ومنظمة الشباب، وبعدين أنا لست من الليبراليين الجدد لأنني لا أعرف هذا التعبير ولا من أين جاء. وقال حرب من قال اننا لا نعترف إلا بلطفي السيد. أنا احترم حزب الوفد وتاريخه ونضاله.. كما ان أول اتجاهاتي الحزبية بعد استقالتي من الحزب الوطني، هي محاولة الانضمام لحزب الوفد، لا يماني بتاريخه وتجربته، ولقناعتي بأنه حزب نضالي كبير.
وكانت ندوة »أحزاب جديدة.. وتعددية غائبة« التي نظمها حزب الوسط تحت التأسيس، بمشاركة حزب الكرامة والجبهة الديمقراطية تحت التأسيس قد شهدت مناقشات ساخنة، حول الوضع الحزبي القائم، وجدوي خروج أحزاب سياسية جديدة.
تحدث في الندوة عدد كبير من قيادات الأحزاب وخبراء السياسة. في الجلسة الأولي للندوة، تحدث الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي الذي أدار الجلسة، مشيرا إلي أن المصريين يشعرون بأن الحياة السياسية انتهت من هذا البلد، ويشعر الجميع بالموت السياسي، حيث لم يعد هناك الا بعض الأشخاص يمارسون الحكم والسيطرة والقهر واشراك الآخرين في ألعاب السيرك غير المثمرة. وقال العوا: سوف يأتي يوم قريب لا يحتاج فيه أي حزب سياسي لترخيص لكي ينشأ، لأن الأمر قد يفلت برمته من أيدي من يعتقدون أنهم يسيطرون علي كل شيء.
وقالت الدكتورة منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد بالجامعة الأمريكية إنها واجهت دعابات زملائها الباحثين عندما بدأت في إعداد ورقة عن الأحزاب الثلاثة تحت التأسيس، حيث قال لها البعض إنها تضيع وقتها وجهدها لأن هذه الأحزاب لا يعرف المصريون أسماءها، والبعض الآخر قال إنها ورقة لتزييف الرأي العام!! والابتعاد عما يشغل الناس.
وقالت الدكتورة منار إن هذه الأحزاب تمتلك أيديولوجيا ولكنها بلا أيديولوجيين.
وقال جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية إنه بدون حراك شعبي مع القوي الجديدة لن يكون هناك أمل، ولذلك يجب أن تعلن هذه الأحزاب الجديدة عن نفسها من جانب واحد.
أما الجلسة الثانية فقد أدارها منصور حسن وزير الثقافة الأسبق، الذي أكد أن الحزب الوطني بحكم ظروف نشأته، فهو حزب سلطة، ويعاني من ضعف مثله مثل الأحزاب الشبيهة التي تظهر بإرادة السلطة، ولانني من مؤسسي هذا الحزب فإنني أؤكد استحالة إصلاحه.
وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب وكيل مؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية، ان السنوات القادمة سوف تشهد الايام الاخيرة للنظام السلطوي الذي عرفته مصر عبر 50 سنة ماضية، وبالتالي فإن هذه هي اللحظة التاريخية التي سوف تشهد التحول، الذي يعتمد علي عدة أسباب منها، وجود فراغ سياسي فريد لم تعرف مصر مثيلا له منذ سنوات طويلة، حيث وجد الناخب المصري نفسه بين قوتين هما الحزب الوطني كتنظيم للسلطة، والاخوان المسلمين كتيار ديني، بالاضافة الي اننا جميعا شعرنا بتدهور استثنائي للنظام السياسي المصري لا يمكن اغفاله في كل المجالات.
وقال الدكتور يحيي الجمل الوكيل الثاني لمؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية ان هناك ضرورة للتغيير في مصر ولذلك لابد من وحدة بين كل القوي، ولا نريد ان يسعي كل أصحاب فكرة لتكوين حزب حتي لا تتحول القاهرة من مدينة الألف مئذنة إلي مدينة الألف مكلمة.
وأشار أبوالعلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط الي ان شعار حزبه هو أن جيله ليس له ثأر مع التيارات الأخري، ولذلك رفضنا توريث الثأرات فنحن مع فكرة الدولة الحديثة وحاولنا ضرب نموذج لدمج الإسلاميين في حركة واحدة، وقال نحن مع التعددية والتداول.
الوفد