اين زرقه الخجل............

ألا يشعر العرب حكامًا ومحكومين بالخزي والعار وهم يناقشون كل أربع سنوات انتخابات الرئاسة الأمريكية ويراهن بعضهم علي مرشح ويتمني الآخرون مرشحًا آخر؟
لكن لماذا أريد أن يشعر العرب بالخزي والعار(رغم إنه إن شا الله عنهم ما شعروا)؟ لأننا نتابع أمريكا وهي تنتخب بكل حرية وديمقراطية مرشحًا بين مرشحين كثيرين علي مستوي حزب ثم بين مرشحين اثنين علي الرئاسة في انتخابات ساخنة وقوية تشهد حرية تعبير هائلة، هذا في الوقت الذي يحكمنا فيه حكام أبديون مستمرون في الرئاسة يتحدون حتي الظواهر الطبيعية، فالليل والنهار والشمس والقمر تروج وتجييء لكن حكامنا جالسون علي مقاعدهم جاثمون علي صدرونا لا يغيرون ولا يتغيرون ويدخلون انتخابات مزورة ومزيفة ومقيدة، ويتم التعامل معهم كأنهم أنصاف آلهة رغم ما صنعوه من انحدار لبلادهم ثم إن أحدًا لا يستطيع أن ينتقدهم ويهاجمهم بنسبة واحد علي مليار مما يمكن أن يقوله أي مواطن حر في بلد حر لرئيسه، يتفرج حكام العرب علي مواطني أمريكا وهم يغيرون رؤساءهم، بينما لا يعتقدون أننا لسنا مثلهم حق انتخاب وتغيير رئيسها، يتعاملون معنا كأننا من طينة أخري كأننا لسنا بشرًا مثل مواطني أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا الديمقراطية كأننا بقر لا نعيش إلا براعٍ للقطيع، كأننا أطفال رضع لا نملك مقدراتنا، شعوب لا تعرف أن تغير البامبرز بتاعها، ومن ثم هم أوصياء علينا يستخدمون أبشع وسائل القهر والقمع للبقاء في الحكم والحكم علي ديمقراطية الانتخابات الأمريكية!
من أين يأتي حق العرب إذن في التناكة والحديث عن سيطرة اللوبي اليهودي علي مرشحي الرئاسة الأمريكان، وأن أي رئيس أمريكي سوف يخدم مصالح إسرائيل؟! طيب ما تبصوا لأنفسكم يا عرب، هل من حق من لا يستطيع أن يفتح فمه قصاد أميره أو ملكه أو رئيسه خوفًا ورعبًا أن يقول تلت التلاتة كام أمام الرئيس الأمريكي؟! يتشطر قوي المواطنون الغلابة المضحوك عليهم وهم ينفرون عروقهم غضبًا علي أمريكا وعلي الرئيس الأمريكي والمرشحين الأمريكان وكأنهم بهذا يناضلون ويكافحون، بينما إذا وقفوا أمام السيد الوزير أو المحافظ يتلجلجون ويتهتهون ويتلعثمون وينافقون السيد الرئيس والسيد الوزير والسيد المحافظ!
كيف يتشاغل فريق الطبالين في الإعلام الحكومي بالثرثرة عن الديمقراطية الأمريكية، بينما يغطسون في برك الانتخابات العربية المزورة، كيف يتصورون أنهم رجالة بشنبات يحللون ويفتون في مرشحي الرئاسة الأمريكية بينما لا يفعلون سوي مديح رئيسهم ووضعه في مصاف القديسين والأولياء!
عندما تكون الشعوب العربية ميتة وتحت نعال حكامها مالها هي بالشعب الأمريكي واختياره وتدخل اليهود فيه!
عندما تكون المجتمعات العربية مكبلة بالقمع والقهر وخوافة وجبانة ومرعوبة من حكامها ومشلولة أمام زعمائها، فلا حق لها في الغضب من اختيارات شعوب حرة تستطيع أن تنتخب رئيسها كما تريد وتهوي، لما نعرف إحنا ننتخب رئيسنا نبقي نتكلم عن انتخاب الرئيس الأمريكي، إنما لما نكون شعوبًا لا تملك تغيير ملابسها فلا يحق لنا ولا يصح أن نتحدث عن ضرورة تغيير أمريكا لسياستها!
لما يكون حكامنا أصحاب سلطات مطلقة شبه إلهية، ولما يكونوا يتدخلون في كل قانون وكل تشريع قانوني وتعديل دستوري وحكم قضائي وثبوت هلال رمضان وهلال شوال، ولما لا يستطيع مسئول في البلد أن يأخذ قرارًا إلا بالرجوع إلي القيادة السياسية، ولما يسجن حكامنا منافسيهم ومعارضيهم بتهم ملفقة أو بمواد قانونية يتم تفصيلها لصالح السيد الحاكم، ولما يكون المحيطون بحكامنا مجموعة من المنافقين يتصورون أنهم يحكمون جموعًا من النعاج غير الناضجة، لما يكونوا كذلك فلماذا يتكلمون هكذا عن الانتخابات الأمريكية.. أين حمرة الخجل؟.. بلاش حمرة خليها صفرة.. بنفسجية.. خضرة.. زرقة الخجل.. أهو أي خجل والسلام!