أنا العبد الفقير إلي الله أعرف المرتب الشهري والدخل السنوي بالدولار والسنت للرئيس الأمريكي، ليس هذا فقط وأي عيل عابر في حواري شبرا أو في أزقة البرلس عارف الرئيس الأمريكي بيقبض مرتب كام..!
وكمان معروف بالنكلة والفلس ما هو مرتب ودخل الرئيس الفرنسي ورئيسي الوزراء البريطاني والإسباني، فهل فيه بني آدم واحد في الوطن العربي يعرف مرتب رئيسه أو رئيس وزرائه؟! لا أحد يعرف ولا يقدر يسأل ولا ممكن حتي يصدق هذا عن الرؤساء ورؤساء الوزراء.
خد عندك مثلا مخصصات الأسرة المالكة في إنجلترا وهولندا وإسبانيا كل ميزانياتها معروفة ومحفوظة، وكل صغير وكبير في بلادهم عارف دخل ومرتب أكبر كبير فيها، خد عندك الوطن العربي، هل فيه أسرة مالكة واحدة حد عارف دخلها كام ولاَّ ثروتها إيه ولاَّ بتجيب منين وتودي فين؟.. ابقي قابلني.
بلاها الرؤساء والملوك، ندخل علي المماليك، أنا وأنت والناس الجدعان «اللي مشرفينا» يعرفوا بنات الرئيس الأمريكي ماهي وظائفهن وماذا يشتغلن ومن أين ينفقن وماذا يملكن، وبنت كلينتون وابن أي وزير أو رئيس في الغرب كله «كلاته»، أما إحنا في الوطن العربي الكبير الذي يَصْغُر من أفعاله وحكامه، فلا نعرف أي حاجة في أي حتة عن أي نجل من الأنجال أو أي ابن أو بنت من البنات خصوصا، مثلاً يعني لدينا أولاد رؤساء يعملون في البزنس وبيلعبوا في كام مليار وبيلعبوا كمان بعد الظهر في السياسة!!
هذا هو الفرق بينا وبينهم، اسمه إيه ده الشفافية، هنا في بلدنا كله مستخبي في الضلمة وفي السر، هناك كله علي كله في «اسمه إيه ده» النور.
وماله، الآن نصفهم مليارديرات وأصحاب ثروات بالمليارات، ويستثمرون ويبيعون ويشترون في أراضي الدولة وأملاكها وبنوكها ولا يوجد راجل بشنبات في مصر يقدر يوقفهم عند حدهم أو أن يقيلهم من مناصبهم، وتسمع من أكبر رؤوس في الدولة دفاعاً عن تداخل أموالهم بأموال الدولة تحت شعار «وإيه يعني..وماله ..فيها إيه».
هناك شيء اسمه إقرار الذمة المالية «حاجة أصفرا كده» المفروض أي وزير أو مسئول مهما كان كبيراً يكتبها ويقر فيها بكل ما يملك قبل وأثناء وبعد الوزارة والمسئولية «قبل الأكل وبعد الأكل!!»، واضح أن هذا الإقرار صار شكليَّا ولا حد واخد باله منه ولا مهتم بيه، ولهذا لا يوجد بني آدم واحد «ولا حتي حمار» في البلد ممكن يصدق أن هناك وزيرا يعيش علي مرتبه، أو ابن وزير لا يعمل في البزنس وفي البلد وباسم السيد الوالد ولا حد يفتح عينه ويحاسبهم!!، كل الذي نريد أن نعرفه هو دخل ومرتب السادة اللي بيحكمونا ونعرف بيصرفوا منين وفين، كيف يصرف علي عياله وعلي جامعة ومدارس وأكل وشرب ومواصلات وسعادة الوزير راح وسعادة الوزير جه وفيلا مارينا وشاليه شرم الشيخ وشيروكي الواد «ومرسيدس المدام» كي لا تظل الأمور سايبة وألا تبقي الأحوال غامضة؟!
وبالمناسبة هاحكيلك: حكاية مش عارف حكيتها لك قبل كده ولا لأ لكن تأملها، في تاني يوم ما سيدنا «أبو بكر الصديق» ـ رضي الله عنه ـ تولي خلافة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وصار خليفة المسلمين، تاني يوم الصبح تفتكروا عمل إيه، أخذ شوية حاجات من بيته وراح يبيعها في السوق، فقابله سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فقال له: أين تذهب يا خليفة رسول الله؟ فأجاب عليه أبو بكر: أبيع وأشتري «فمن أين أحيا وكيف ننفق علي أهلينا؟»، قال سيدنا عمر: لا والله لا يجلس خليفة رسول الله في السوق كي يبيع ويشتري لأكل عيشه لنحدد لك مخصصا ونصيبا من بيت المال.
وهكذا ظهر لأول مرة في تاريخ الإسلام للخليفة وللأمير وللرئيس مرتب محدد مقابل رئاسته، وكان مرتب أبي بكر الصديق خليفة رسول الله دينارا واحدا فقط لا غير!