التهمجى
عدد الرسائل : 138 تاريخ التسجيل : 23/03/2008
| موضوع: روث سياسي .......... الجمعة ديسمبر 05, 2008 9:37 pm | |
| عجيب فعلاً أمر هذا الوطن العربي الكبير الذي يصغر بحكامه المستبدين، كل الدنيا تتغير إلا نحن، حكام مستبدون وحكومات ديكتاتورية وأحزاب فاسدة يصفون أنفسهم بالديمقراطيين والوطنيين، وهم يعذبون شعوبهم ويمصون دم بلادهم ويورثون عروشهم، ها قد فعلها صدام وحافظ الأسد وحسني مبارك وعمر البشير، وإذا بهذا الوطن يتضاءل إما بالغزو الأجنبي أو بالتنازلات، لقد انهار جدار برلين، تحول الاتحاد السوفييتي أثرا بعد عين، أطلالا بعد حصون، تحولت أوروبا الشرقية إلي ديمقراطية وحرية وتعددية سياسية حقيقية ومستمرة، تجاوزت الهند مخاطر طائفيتها وحافظت علي ديمقراطيتها بشكل مذهل، جددت الصين نفسها وتنازل رجال الحكم فيها عن مقاعدهم لخلفائهم تنازلاً سلمياً وهادئاً، تحولت إيران إلي منظومة ديمقراطية تشبه إلي حد كبير بناء الديمقراطية الغربية مع حركة إصلاح تنمو وتخوض معركتها في البرلمان والصحافة، وحتي مقعد الرئاسة الذي يصعد له رئيس بالانتخاب وليس بالمبايعة والنفاق المزري، دخلت الكرة الأرضية عصراً جديداً وبقي هذا العالم العربي علي حاله الميئوس منها، هو - كما يقول كثيرون - لا ينفرد وحيداً بالأنظمة الاستبدادية المتحكمة به إلي حد بعيد، فمناطق أخري من العالم عانت ولفترات متفاوتة من الديكتاتورية، لكن في العالم العربي تمر السنون بلا حس ولا خبر ولا حركة ولا بركة، حكام متصلبون ومثقفون منافقون ورجال أحزاب تافهون وأمة ميتة وشعب ميت إكلينيكياً، رعايا لا مواطنون، لم تشهد المجتمعات العربية حركات واسعة في سبيل الحرية والديمقراطية، بل الذي ينتشر كالوباء مثل كوليرا سياسية خبيثة ومدمرة هو فقط دوائر الانتهازية وماسحو الجوخ والمنافقون الكثيرون ورجال السياسة المتلاعبون بالعقول والمرتشون من الحكومات والأنظمة، أو جماعات التيار الديني المتطرف الذي يري الديمقراطية كفرًا وضلالاً، ويري الإسلام معادياً لحرية الناس في إقرار واختيار، ويضع مصائر البشر في يد مفسري القرآن علي هواههم والكذابين علي النبي - صلي الله عليه وسلم - وأحفاد معاوية والحجاج. ولا تزال الملكيات المترفة الجاهلة والأنظمة العسكرية المتنكرة بالزي المدني تمسك بزمام السلطة ومقعد السلطان وورثة الحكم وخلافة العرش، ولا تواجه حكومات الطغيان الشرقي والاستبداد العربي معارضة فعلية جوهرية وجادة وجدية سوي من الحركات الإسلامية التي تعادي الديمقراطية وتكفرها (فيما عدا من رحم ربي من التيار الإسلامي الذين أعلنوا احترامهم للديمقراطية والتزامهم بالتعددية، وهذا ولا شك مكسب للفكر الإسلامي ولحركات التحرر من استبداد الحكام وفساد السلاطين وفرصة للمواطن العربي أن يعرف أن الإسلام هو دين الحرية والتعددية والديمقراطية واحترام قرار واختيار الإنسان) لكن عموماً تصبح الحقيقة ناصعة ساطعة، أن العرب مجبرون ومرغمون علي مجرد الاختيار بين أشكال مختلفة للاستبداد ملكي أو جمهوري، أو طبقا لأحدث صيحات الروث السياسي العربي هذه الأيام: استبداد الجمهورلوكي (الجمهوريات الملكية). | |
|