يظهر أن الحفاظ على الهويه المصريه أو لنقل البحث عن الهويه المصريه إرتبط بالحل العلمانى السياسى على أساس أن الإسلام يلغى تلك المنطقه التى تسمى وطن والحقيقه أن بعض المصطلحات التى تظهر على فترات كالأمميه الإسلاميه أو الدوله الإسلاميه أو دولة الخلافة الإسلاميه التى تخضع جميع الدول الإسلاميه تحت حكم واحد سبب أساسى لخوف بعض الفئات كالأقباط أو المثقفيين العلمانيين على الهويه المصريه رغم أن البحث عن الهويه المصريه لا ينفصل أساسا عن الدين ، ثم لمذا لم يتعالى الصوت على المناديين بالشيويعه رغم أن بعضهم ينادون بالأمميه على أساس أن الثوره الشيوعيه مفترض بها أن تصدر لبقيت لشعوب - كما كتب تروتسكى (الثوره الدائمه )- لماذا يحاول البعض دائما أن يقلل من وطنية الإسلاميين ؟؟
قبل دخول الإسلام كانت المسيحيه المنتشره بمصر مؤثره جدا فى الهويه المصريه ودخول الإسلام على الحضاره القبطيه ثم إذدياد عدد المسلمين فى مصر خلق هويه مصريه جديده بمرور الزمن ساعد فى تكوينها تلك العادات التى إشتركت بين المسلمين والأقباط ، تأثير الدين فى الهويه المصريه يأتى من ذلك الشيىء الذى يربط المصريين دائما بالدين سواء مسلمين أو مسيحيين لا أقول كما يقول البعض عن تدين المصريين وتمسكهم بدينهم ، لكن بالفعل الدين أثر بشكل ما كبير جدا فى الهويه المصريه رغم قلت إلتزم المصريين.
أما الفصل بين الهويه المصريه والدين فهو غير وارد أساسا فبعض المظاهر الدينيه أصبحت حاله عامه بين المسلمين والأقباط هذه المظاهر أصبحت مظاهر أسياسيه فى الهويه المصريه مثلا الحجاب المفترض أنه مظهر دينى خاص بالمسلمات ، أجب أن أحكى شيئا بسيطا ،لكن إسمح لى اولا أن أقول لك انى هنا ليس لأدافع عن الحجاب ولا لأقول لك مميزاته لكنى أردت ان اوضح ان هناك مظهر دينى إسلامى يأخذ به جزء ليس بقليل من المسيحيين ، منذ ثلاث سنوات كنت أعيش فى قريتى قبل أن آتى للقاهره خلال الفتره الثانويه كنت أعتقد أن المسيحيه تفرض الحجاب على أهل ديانتها فقد كانت كل المسيحيات الموجدات بمدرستى كانوا محجبات ، لم آرى مسيحيه فى قريتى خلعت الحجاب يوما ولم أرى المسيحيات الغير محجبات إلا عندما عشت بالقاهره الأغرب أنى قرأت منذ فتره قصيره عن حادثه بمدرسه ثانويه تقريبا إتهم فيها مدير المدرسه أنه يفرض الحجاب على التلميذات المسيحيات ، التلميذات المسيحيات قالوا أنه لم يفرض عليهم الحجاب وإنما هن إرتدينه لأنه دليل للحشمه ، وفى نفس هذه الحادثه تحدث أولياء أمور هؤلاء البنات ليقولوا نفس الكلام تقريبا أن الحجاب دليل على الحشمه ولم يفرضه لإبنته لأنه مظهر دينى وأحدهم قال : أن القريه بأكملها مسيحيين ومسلمين تستعيب من تخرج بدون حجاب ، أكرر أنى هنا ليس لأدافع عن الحجاب لكن لأثبت أن الهويه المصريه لا تنفصل أساسا عن الدين سواء إسلامى أو مسيحى ، حادثه آخرى حدثت لكنها حدثت بتركيا عندما إرتدت عدد من النائبات الحجاب فقط تعبيرا عن الهويه رغم أن تركيا بد علمانى وأهله مقتنعين جدا بالعلمانيه ويرفضون دخول الدين نهائيا فى السياسه لكنهم مقتنعين أن الدين والهويه لا ينفصلوا .
نرجع مره أخرى للمخاوف من الدعوه أو المناقشة فكرة الدوله الإسلاميه أو الخلافه الإسلاميه والحقيقه أن الداعيين لدوله إسلاميه كما كانت عليها منذ القرون الأولى للإسلام نسوا أو تناسوا العامل الزمنى نسوا أن فكرة تكون خلافه إسلاميه كما كانت منذ ألف سنه لا تصلح للحياه التى نعيشها الآن نسوا أن الزمن والظروف المحيطه لا تسمح للمصريين أن يحكمهم غير مصرى نسوا أن شكل الدوله التى قامت من ألف عام لا تناسب التطور الحضارى الذى نعيشه الآن لا أقصد أنى أرفض إتحاد الدوله ذات الأغلبيه الإسلاميه …. إطلاقا …. لكنى أقصد أن شكل الدوله الإسلاميه الحديثه التى يريدها أغلب المسلمين حتى الغير مسيسين هى دوله حديثه تأخذ بمبادىء الديمقراطيه وحقوق المواطنه ، الدوله الإسلاميه الحديثه ربما تقوم كفدراليه كالولايات المتحده الأمريكه لها حاكم واحد وكل ولايه بأمريكا لها حاكمها الذى تختاره بالديمقراطيه ولها قوانينها الخاصه حتى أنك تجد أن بعض الولايات الأمريكيه تطبق عقوبة الإعدادم وآخرى لا تطبقها حتى الوزارات تجد أن لكل ولايه وزاره خاصه بها إلا بعض الوزارات كوزارة الخارجيه أو وزارة الدفاع ، وربما تكون الدوله الإسلاميه الحديثه تبنى على إتحاد الدول فى عدة أشياء مثل الإتحاد الأوربى مثلا ما أقصده أن الدوله الحديثه للإسلام لن تكون كتلك التى كانت عليه قبل ذلك لكنها دوله حديثه ، إذن ماذا يضر هذا بالهويه المصريه؟؟
ظهر أيضا مؤخرا من يربط الماده الثانيه بالدستور والتى تنص على أن ” الشريعه الإسلاميه هى المدر الرئيسى بالتشريع “ يربطها بالحفاظ على الهويه المصريه مستندا إلى أن دينية الدوله تساعد على تلاشى الهويه المصريه ، لا أعرف كيفية تأثير هذا على الهويه المصريه ، ربما لانى لازلت مقتنعا أن الدين عامل أساسى فى الهويه ككل ، لكن دعنا نقول ان تعديل الماده الثانيه من الدستور غير وارد أساسا فى ذهن الأغلبيه العظمى من المصريين بحكم أن المسلمون هم الأغلبيه والديمقراطيه التى ينادى بها الجميع الآن توجب أن تظل الماده الثانيه من الدستور - والتى هى غير مفعله أساسا إلا فى قانون الأحوال الشخصيه - كما هى ى دون تغيير ، أشعر أحيانا أن بعض المنادين بالديمقراطيه يريدون تلك ديمقراطيه فقط كما هم يريدون ديمقراطيه لا تسمح للإسلاميين بوجودهم ضمن القوى السياسه ، ديمقراطيه لا تأتى بالإسلاميين ، ديمقراطيه تفرض قيودا أو لنقل وصايه على حرية الإختيار